د. صادق جلال العظم: “اوراق” خطوة نحو الحرية!

د

صار لكُتّاب سورية رابطة حرة طليقة تجمعهم طوعياً ومهنياً وليس قسراً أو اضطراراً لتحقيق مصلحة ما. كما صار لرابطة الكُتّاب السوريين مجلة حرة طليقة بدورها صدر عددها التجريبي في خريف سنة 2012 وجمع العددُ ما جمع من وثائق وأبحاث ومقالات وتعليقات تتناول ثورة الشعب السوري على حكم القهر والاستبداد والقمع العسكري – الأمني السلالي الأبدي.

واستُقبل العدد (صفر) باستحسان وقبول ملحوظين، وها هي رابطة الكُتّاب السوريين تصدر العدد الأول من مجلتها تحت اسم “أوراق” في خطوة على طريق تخليصنا مما اضطررنا إلى استبطانه، على مدى عقود، من قواعد وأصول للتعامل مع نظام القهر والاستبداد عبر التكتم والتقية والنفاق والتلاعب بالكلمات والتظاهر بالتصديق والقبول والاختباء وراء الرموز والتلميحات والإشارات المبهمة والقابلة لشتى التفسيرات.

رابطة الكُتّاب السوريين ومجلتها، كما الإنتلجنسيا السورية عموماً، مدينة بهذا كله إلى ثورة الشعب السوري المستمرة بتضحياتها الهائلة والتي ما كان لكُتّاب سورية أن يشرعوا في التخلص من هذه الإعاقات والعاهات وفي استرجاع حرياتهم لولاها.

من المفارقات المأساوية أن تكون الإنتلجنسيا السورية – بشعرائها وروائييها ومسرحييها وسينمائييها وكتّابها وصحفييها – مالئة الدنيا وشاغلة الناس وتنتمي، في الوقت ذاته، إلى بلد افتقر كلياً، وعلى مدى نصف قرن، إلى جريدة يومية واحدة قابلة للقراءة، أو إلى مجلة أسبوعية واحدة تحترم قرّاءها ليحترموها، أو إلى نشرة أدبية أو ثقافية أو علمية واحدة يمكن للانتلجنسيا السورية الفاعلة دوماً أن ترى شيئاً من نفسها فيها.

نريد لـ”أوراق” أن تكون خطوة أولى متواضعة على طريق خلاص سورية من هذا القحط الثقافي المعمم ومن هذا العدم الفكري المتعمد، على أمل أن ينطلق مثقفو سورية، في يوم غير بعيد، إلى تشكيل هيئاتهم الثقافية، ومنتدياتهم الأدبية، وحلقاتهم الفكرية، وجرائدهم اليومية، ومجلاتهم الفكرية، ومنشوراتهم الثقافية كافة، بعيداً عن كل ما يمكن أن يمت بصلة إلى ما كان يسمى بوزارات الثقافة والإعلام، وما كان يدعى باتحادات الكتّاب، وبكل ما كان عاملاً على تكبيل حرية الفكر والضمير والتعبير والتداول الحر للمعرفة والمعلومات.

شكل ربيع دمشق الذي أطلقته الإنتلجنسيا السورية سنة 2001 المقدمة النظرية و”البروفة” الأولية السلمية والمسالمة للربيع العربي عموماً، إذ أن مجموع الشعارات والمطالب والشكاوى والاحتجاجات والتطلعات التي نادت بها شعوب الربيع العربي المنتفضة – من تونس إلى مصر مروراً باليمن وليبيا والبحرين وسورية – موجودة كلها تقريباً، وبصيغة راقية وبصياغة واضحة، في الوثائق السياسية – النقدية – الثقافية التي طرحتها “حركة إحياء المجتمع المدني في سورية” ابتداءً ببيان الـ 99 الشهير الذي دشّن ربيع دمشق المقموع بشراسة استثنائية وليتبين فيما بعد أن ربيع دمشق المكبوت عاد تاريخياً في سورية على صورة ثورة شعبية عارمة على من قمعوه وتفتح عن أفكار وأشواق جاء زمانُ تحقيقها اليوم وحان وقت قطافها الآن.

ونريد لـ”أوراق” أن تكون جزءاً من هذا اليوم وتعبيراً عن هذا الآن لنكون جديرين بأن نكون أمة تحب شعراءها أكثر من عسكرها وجنرالاتها.

عن المؤلف

عادل بشتاوي

● عادل سعيد بشتاوي مؤلف وباحث فلسطيني وبريطاني ومالطي الجنسية ولد في الناصرة (فلسطين) عام 1945 وعاش وعمل في بيروت ودمشق ودبي وباريس وأبو ظبي ولندن ومالطا. تخرج عادل من جامعة دمشق حيث درس اللغة الإنكليزية وآدابها، كما درس فقه اللغة في جامعة لندن مع الصديق العزيز الراحل لؤي معروف، والتحق بعدد من الدورات الصحافية أو الخاصة بتقنية المعلومات.

● بدأ عادل الانكشاف على الصحافة عندما عمل في وكالة الأنباء السورية (سانا) ثم انتقل بعدها للعمل في وزارة الإعلام وكان مسؤولاً عن الصحافيين العرب والأجانب خلال تغطيات الحرب مع إسرائيل، ثم راسل عدداً من وسائل الاعلام العربية والدولية المقروءة والمرئية باللغتين العربية والانكليزية من دمشق ودبي ولندن، وأجرى مقابلات صحافية وتلفزيونية مع عدد من السياسيين الدوليين مثل أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند ومارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا وبرونو كرايسكي مستشار النمسا، والرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق ورئيس الوزراء الباكستاني محمد خان جونيجو ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا وغيرهم في الخليج وخارجه إلى جانب مئات المقابلات والتحقيقات السياسية والاقتصادية والتاريخية.

● شغل عادل منصب مدير التحرير المركزي في وكالة أنباء الأمارات، ثم عمل محرراً للصفحة الأولى في جريدة العرب في لندن وهـو مــن المؤسسين في صحيفتــي الشرق الأوسط والحياة فعمل في الأولى مع جهاد الخازن وكان فيها مديراً للقسم الاقتصادي والملاحق، وعمل في الثانية بداية مع الرجل النبيل جميل مروة ثم وقع انقلاب وعاد فعمل مع جهاد الخازن الذي صار صديقاً في صحيفة الحياة التي ملكها الأمير السعودي خالد بن سلطان بن عبد العزيز وكان مديراً القسم الاقتصادي وملحق تقنية المعلومات، كما سبق أن كان محرر الصفحة الأولى في صحيفة العرب الدولية (لندن) التي كانت الصحيفة العربية الأولى التي تصدر في أوروبا.

● ساهم عادل في اعداد واخراج عدد من الافلام الوثائقية في سورية والامارات منها فيلم موت مدينة ومسلسل تلفزيوني مدته خمس ساعات هو: المسلمون على طريق الحرير لا تزال محطات تلفزيونية خليجية تعرضه في رمضان.

● نشر عادل عدداً من المجموعات القصصية والروايات والأبحاث منذ مطلع الثمانينات، كما ساهم في كتابة وتحرير عدد من الكتب التي أصدرتها مجموعة من المتميزين العرب في السياسة والصناعة والتنمية. تضم حافظته التأليفية أكثر من 20 كتاباً باللغتين العربية والإنجليزية. من أعماله مرجع لسانا العاربة والعربية وأصولهما الجنينية في عصر الحجر أصدرته نشرته دار أوثر هاوس الأميركية سنة 2013، وآخر كتابين له ديوان شعر بالإنجليزية نُشر عام 2022عنوانه بالعربية "سأهتف عندما تصرخ الرغبة" أي Only When Desire Scream شاركته فيه الصديقة سلفي سادو.

● الثاني كان في مايو (أيار) 2023 عندما صدر لعادل مجلد من 815 صفحة يحتوي كتابين مستقلين بالإنجليزية والعربية عنوان القسم العربي: كلام عصر الحجر وعظماء آلهة البشر: تأصيل لغوي للآربة (لغة عظيمنا آدم وقومه) والآكادية والإنجليزية. عنوان القسم الإنجليزي:
The Common Stone Age Origins
Of English, Akkadian and Arapīte
& Greatest Gods of Homo Sapiens

أضف تعليق