خلاصة الحكم القضائي في القضية بين شيفيلد يونايتد المحدودة (SUL) ويو. تي. بي (UTB)
جوهر النزاع
صباح هذا اليوم الاثنين السادس عشر من سبتمبر 2019 أصدرت المحكمة الإنكليزية العليا (لندن) حكمها في شأن نزاع على ملكية نادي شيفيلد يونايتد لكرة القدم («النادي») بين طرفين الأول (1): صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود وشركته يو. تي. بي (UTB)، LLC («UTB»)، والطرف الثاني (2): السيد كيفن مكيب وشركته شيفيلد يونايتد ليمتد («SUL»). قبل رفع القضية أمام القضاء كان الطرفان يملكان مناصفة النادي بنسبة 50 :50% من خلال شركة قابضة هي بليدز ليجر ليمتد («Blades»). الحكم المُشار إليه أعلاه جاء بعد مرافعات وشهادات استمرت 19يوماً عُرضت وقائعها في شهري مايو ويونيو من العام الجاري (2019) وبدأ نظرها قبل أكثر من 18 شهراً من التاريخ أعلاه (16 سبتمبر 2019).
جاء حكم القاضي فانكورت (Fancourt) في 262 صفحة لصالح الأمير عبدالله بن مساعد وشركة UTB بشكل ساحق ووجّه، طبقاً لشروط اتفاقية بيع وشراء أقدم عليها الطرفان والتزما بها، بأنّ على شركة SUL وجوباً نقل حصة ملكيتها البالغة نسبتها 50% في Blades إلى شركة UTB كما ورد في الفقرة 537 من نص الحكم يؤول بموجب النقل إلى الأمير عبدالله كامل ملكية النادي والسيطرة الوحيدة الخالصة عليه.
كما رفض القاضي بشكل شامل المزاعم الإضافية التي تقدم بها الطرف
SUL ومنها المطالبة بتعويضات لقاء أضرار مزعومة تأتّت من خرق العقد (بين الطرفين) والاحتيال
للتسبّب لشركته بأضرار (انظر الفقرة 538)، وأيضاً مزاعم مثلها ضد شركة UTB بالتآمر على كيفن مكيب والإساءة
له والرشوة. وصف القاضي جميع المزاعم أعلاه
في الفقرة 479 بكلمة
وهمية (fanciful) ولا أساس
لها من الصحة، فقضية SUL في شأن الرشوة تغيرت، إذ
من البداية كان واضحاً أن هذه الاتهامات قائمة على أسس ضعيفة للغاية (الفقرة 444) وكان الدليل على تلك المزاعم مبنياً على أدلة
أدلى بها السيد تاتن وثبت أنها «ملفقة»
(الفقرة 296).
خلاصات مطالعات واستقصاءات القاضي فانكورت في محيط جوهر النزاع وخلفياته
1- تردي العلاقات بين الطرفين
في عرضه لسياق ومراحل تردي العلاقات بين الشريكين أشار القاضي فانكورت في حكمه إلى حالة غير واضحة تبدّت عام 2013، أي عندما أصبح الأمير عبدالله شريكاً مماثلاً في النادي، تناولت الاتفاق على تمويل النادي بعد تقديم الأمير عبدالله استثماره الأوّلي وقيمته 10 ملايين جنيه إسترليني صُرف بكامله خلال الموسمين الرياضيين 2013/14 و2014/15 (الفقرة 288 (i)). السيد مكيب أراد أن تتكفّل شركة UTB بتغطيةمصروفات النادي كاملة فيما لا تتكلف شركة SUL بتمويل النادي، أما الأمير عبدالله فقد كان يعتقد أن على شركتي UTB و SUL توفير التمويل للنادي بمحاصصة متساوية (الفقرة 36). هذا الوضع أدى إلى تطوّر عدد من الخلافات في شأن تمويل النادي بين عامي 2014 و2018 استولدت خلافات على قضايا أخرى عدّة أدت إلى وقوع الصدام في نوفمبر 2017 (الفقرة 3). إنّ هذه القضايا شكّلت جوهر وقائع المحاكمة ومداولاتها، وعندما انتبه السيد مكيب إلى أن عليه المساهمة في تمويل النادي تغير «موقفه من إدارة النادي» (الفقرة 188).
2- الحالات محل الاختلاف عام 2017 ومزاعم التآمر والاجحاف ضد UTB
خلُص القاضي فانكورت إلى أن مزاعم SUL بخصوص: (i) إضرارُ UTB بها إضراراً لا تستحقه بسلوكها خلال عام 2017 لدرجة يلزم معها إجبار UTB على بيع حصتها في النادي لشركة SUL؛ وكذا و أو (ii) نصبُ UTB والأمير عبدالله والسيد جيان سيراكوزا الحبائل بهدف الاضرار بكيفن مكيب أو إحراجه أو إتعاسه مما تسبب في تدمير العلاقة بين SUL و UTBوبالتالي استحقاق السيد مكيب وشركة SUL لتعويضات عن الاضرار؛ هذه المزاعم وغيرها في اعتبار القاضي تفتقر إلى الاستحقاق وتوصل بعد تحليل حالات بعينها إلى جملة استنتاجات منها:
1) بحلول مايو 2017 وإخفاق تأمين استثمار جديد للنادي من طرف ثالث، وعلى الرغم من أن النادي ملكية اثنين هما السيد مكيب والأمير عبدالله فقد صمم السيد مكيب بحكم الأمر الواقع لا القانون على الهيمنة على النادي وإعادة تنظيمه كي يناسب أجندة SUL شاملاً عدم توفير أي استثمارات جديدة للنادي وسيطرة كيفن مكيب القابضة عليه (الفقرة 329)؛
2) بحلول أكتوبر 2017 لم يكن السيد مكيب وقتها حتى مجرد مدير لشركة Blades أو النادي (الفقرة 340) لكنه كان مصمماً على الاستمرار في معارضة الأمير عبدالله على جميع الجبهات، ومن مواقف المعارضة:
– اعتزام السيد مكيب إزاحة السيد ستيفن بيتس، المدير التنفيذي للنادي (الفقرة 327)، خلافاً لرغبات UTB ومجلس إدارة النادي،
– اعتراض السيد مكيب على استقدام شركة ديلويت للمحاسبة التي رغب الأمير عبدالله تكليفها عمل دراسة مستقلة للوضع المالي للنادي (الفقرة 331)، و
– معارضة السيد مكيب تعيين مدير مالي جديد (الفقرة 338) ناهيك عن أن السيد مكيب كان عليه قبول وضع يخوّل UTB تعيين مدير مالي بموجب عقدها مع النادي (الفقرة 330).
3) إنّ شركة UTB لم تفسد علاقة الثقة بين UTB وSUL. محصلة أفعال وخطوات السيد مكيب هي التي أنتجت في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر 2017 وضعاً لعلاقة خلت من الثقة والأمانة. كانت SUL مصممة على الاستمرار في سلوك نهج كما فعلت في السابق، والتصرّف لخدمة مصالحها الخاصة لا التعاون مع UTB وواضعة نصب عينيها صفقة بيع النادي لشركة ALK لقاء ربح وفير (الفقرة 363).
4) الأمير عبدالله والسيد جيان سيراكوزا كانا مصممين ليس على التآمر لإيذاء أو إحراج السيد مكيب كما زعمت SUL بل على تحقيق هدف وحيد هو «حمل كيفن مكيب على احترام أنظمة Blades ونادي شيفيلد يونايتد والعمل بشكل صحيح من خلال مجالس الإدارة والمدير التنفيذي» وتطبيق الحوكمة واحترام الصلاحيات والمسئوليات (الفقرة 370). الأمير عبدالله والسيد جيان سيراكوزا لم يكن لهما هدف «التنمّر على السيد مكيب أو إرهابه وإنما جعله يفهم أن سلوكه غير مقبول وإعادته إلى جادة الصواب» (الفقرة 370).
شهود SUL
رأى القاضي فانكورت أن سلوك السيد مكيب كان استغلالياً (manipulative) ومخادعاً (devious) (الفقرة 294) في عدد من القضايا التي قام عليها الخلاف (أثارت SUL هذه القضايا كلّها في المحاكمة مفترضة أنها تسلط الضوء على افتراءات مزعومة على الأمير عبدالله و شركة UTB) ومعرباً عن اعتقاده أن شهادة السيد مكيب في حالات بعينها من التطورات الأساسية في القضية كانت «مخادعة» (الفقرات 294، 329، 355)،
وفي الخصوص:
1- وصف القاضي كيف أغرى السيد مكيب السيد بيركس (صديق لأسرة مكيب عُيّن مديراً تنفيذياً) على تأدية الأعمال القذرة بالنيابة عنه بإزالة اسم السيد بيتس من جدول الرواتب من دون علم السيد بيتس بذلك فأدى ذلك إلى قيامه بعمله شهراً كاملاً من دون أجر قبل أن ينتبه إلى ما فعله بيركس بطلب من السيد مكيب.
2- خلص القاضي إلى أن تصرّف السيد مكيب فيما اتصل بالتعيين المقترح لكل من شركة ديلويت والسيد فان وينكل اتصف بالتستر والمكر والإعاقة المقصودة.
3- وصف القاضي استعداد السيد مكيب لاستغلال موظفي نادي شيفيلد يونايتد لتحقيق أغراضه الشخصية وبالتالي وضعهم في موضع يثير الاستياء والحسد.
4- أشار القاضي إلى أن السيد مكيب يقوم بلوم أي شخص سواه على الأخطاء التي وقعت.
ووجد القاضي عسراً في استيعاب شهادات السيد مكيب مشيراً إلى حالات كثيرة دافع فيها السيد مكيب عن رواياته لها وأكدها فتبين أنها خطأ، ولذا لم يكن القاضي قادراً على الاعتماد على إفادته بخصوص أحداث رئيسية في القضية. كما خلص القاضي إلى أن السيد تاتن (Tutton)، المدير المالي لشركة SUL «شاهد لا يعول عليه» (الفقرة 297) واصفاً أداءه خلال شهادته لصالح السيد مكيب «غاية في العجب» (الفقرة 296). وفي الخصوص توصّل القاضي إلى أن شهاداته في شأن أجزاء أساسية عدّة (من القضية) كانت «فبركة» (الفقرة 296).
على حد تعبير القاضي فانكورت: «كيفن مكيب قادر فقط على تذكر الأحداث، أو حتى النظر في الوثائق، من منظور معتقداته الذاتية وفهمه الشخصي لما كانت عليه الأمور أو كيف كانت في رأيه، واعتقاده هو لا غيره من كان مصيباً ومن كان مخطئا. هناك حالات كثيرة عرض فيها مكيب روايات أكدها بقوة ودافع عنها وهو على منصة الشهود لكن كان واضحاً أنها خطأ، أو أن الرأي الذي تبنّاه كان بلا أساس واقعي سليم» (الفقرة 293).
كما وجد القاضي فانكورت أن الأجزاء الرئيسية المختلفة في أدلة السيد تاتن، زميل جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين، المدير المالي لشركة (SUL) ومجموعة سكاربورو الدولية المحدودة، على وجه التحديد كانت «مُلفّقة» (الفقرة 296).
شهود UTB
للقاضي فانكورت توثيق في الحكم للأمير عبدالله بن مساعد في أربع فقرات كالآتي:
● في الفقرتين 302 و305 وصف القاضي الأمير عبدالله بأنه «رجل ذكي جداً» و «شاهد موثوق به»، (الفقرتان 302 و 305)،
● في الفقرة 288 (iv) قال إن الأمير عبدالله توهج بالحماس والحب لنادي شيفيلد يونايتد،
● في الفقرتين 305 و335 أعرب القاضي عن اقتناعه بأن شهادات الأمير عبدالله بخصوص اجتماعات مع السيد مكيب أصدق من الروايات نفسها كما سردها السيد مكيب.
في الفقرة 301 وصف القاضي السيد جيان سيراكوزا عضو مجلس إدارة UTB بأنه «ذكي وجزل وحذر وهو في رأيي شاهد صادق.»
متابعات
ستعقد المحكمة جلسة في أكتوبر 2019 لنظر قضايا متابعات ناتجة عن صدور الحكم ومتضمنة نظر المحاصصة في تكاليف المرافعات.
المحامون
UTB, LLC, Prince Abdullah and Mr Giansiracusa were represented by Jones Day in the proceedings, who instructed Mr Andreas Gledhill QC and Mr Tom Mountford.
SUL were represented by Shepherd and Wedderburn LLP, who instructed Mr Paul Downes QC, Miss Emily Saunderson and Mr Luka Krsljanin.