عادل بشتاوي مؤلف أصل الكلام: لسانا العاربة والعربية وأصولهما الجنينية في عصر الحجر
في عالم اليوم عشرات القبائل التي تعد بالملايين منها قبيلة “بشتون” في أفغانستان وللقبيلة امتداد في جنوب شرق آسيا فيقال أن عدد قبيلة نحو 36 مليون شخص.
عادل بشتاوي أحد هؤلاء فيقال في رأس فتح هذه الدراسة التأصيلية إن لا حاجة للبشتاوي بأل التعريف (ال) لأنه معرف في «وي»، وهي ياء النسبة فيكون بهذا معرفاً مرتين وإنما يفضُل التمسك بالأولى تيمناً بالخالق فما الـ سوى «إل» وهو اسم الله في عصر الحجر (إل – له = الله). أما الواو والياء فهي شائعة في المحكيات كما في: عكاوي، أي المنتسب إلى عكا، وزملكاوي، أي المنتسب قلباً وقالباً لفريق الزمالك، والأهلاوي مثله، وهي في المحكية المصرية: وياي (معي)، ففيها تفخيم، وبما أن الإنجليزية القديمة شقيقة من غير أم لكلام العاربة ففيها ياء النسبة واضحاً في we، أي «نحن».
وكلمات قليلة تسبق لتبيان الهدف من تأصيل الكلام. إن الناظر لينظرن مئذنة فيراها أولاً لأنها مرتفعة، ثم يهبط بنظره فيرى المبنى. تأصيل الكلام عكسي، أي أن مؤصّل الكلام ينظر المئذنة فيقول إنها ما بقيت واقفة لو لم يكن لها أساس. وينظر المبنى فيقول ما ارتفع إلا على قاعدة فما هو أهم ما يبقى الجامع والمئذنة واقفاً وواقفة؟ الأساس. وليكن في الكلام مثال «واناصيريتاهّ!»، أي أن صاحبنا نظر فتاة نصرية (نصراوية، تنسب إلى الناصرة) فخبلته بجمالها فتكاد روحه تخرج مع الرغبة ويصيح بهذه الكلمة المديدة المؤلفة من 11 حرفاً أو صوتاً. عامود اللفظة «نصر» وإنما العامود يحتاج أساساً تحته فهو الأصل الثنائي «نص» وهو من حرفين فهو من كلام عصر الحجر فإن جمعت الأصول الثنائية، ومعظمها موجود في المحكيات والنصوص، ملك مؤصل الكلام أبجدية كلام عصر الحجر وصار يعرف معانيه.
وإن جُردت «البشتاوي» من مزيداتها يظهر علينا أصلها الثنائي، أي بَش. هذا الأصل من كلام اليمن القديم لذا يجده الناس في الآكادية والإنجليزية وغيرهما كثير. باؤه بنقطة ترحيل من أصل بالباء المثلثة (p) وله ترحيل آخر إلى الفاء. مثلاً، أصل اسم «فلسطين» بالباء المثلثة نجده في اللغات التي تخدم هذا الحرف النبيل وهو في الآكادية (Pilistu) وفي الإنجليزية Palestine وفي العربية «بلح» لأن جوفه فيه بلل أو مبلول. الأصل الثنائي هنا هو بل، وهو أصل أصيل، أي ان أهلنا في عصر الحجر ابتكروه أولاً. عكسه، لب، هو القرينة المسحوبة من الأصل الأصيل. ومن يريد أن يعرف أصل قلب فهو من لب (ق + لب = قلب).
پش (بش) أصل لفظة «بشر» لكن ليس كل البشر وإنما من ينظرونك فتبش لك وجوهم. فهذا تفريق أساسي بين الإنسان وأبناء عمومته من الحيوان أي أن الضبع لا ينظر إنساناً فيبش وجهه وإنما يبش بعض القردة ربما سخرية منّا لأن لا ذَنَبَ لنا ونستر مؤخراتنا وهي عنده واضحة وضوح الشمس لمن يريد أن يرى. ومن المعاني الكثرة وهي ليست واضحة في ترحيل الباء بنقطة بل بالفاء «فش». لماذا؟ إذا نقع المرء رزاً في إناء ستتمدد حبات الرز كما رحم المرأة يتمدد عندما يبدأ جنينها النمو، أي «تفش». وجدّنا في الناصرة «بِشرْ» فملفت أن البشارة بالنصري عيسى من بشر ومثله البشير والمبشر والتبشير. وبما أن الباء المثلثة من حروف اليمن القديم فله الأصل اليمني القديم كما لاسم الناصرة نفسه (نص = نصر، نصري، نصراني، نصب، منصب، منتصب، والناصرة مدينة منتصبة القوام كبناتها)، وهذا أيضاً ملفت.
ومن بش الثلاثية «بشت». ومستحيل أن يكون كل بشتاوي لطيفاً ومهذباً ووسيماً فهذا مقصور لا غير على بناتهن. فإن ضُمّت الباء صارت «بُشت» لكن هذه الثلاثية ليست من بش بل من أصل بالهمز: بأش، بوش، بوشار، أي أن البُشت منفوخ على الفاضي مثل البوشار فهو كثير يؤكل مع الملح لكنه لا يسمن ولا يغني عن جوع، ومن شاء استزادة فله مطلب بوش في لسان العرب وانتبهوا إلى الواو فهو حرف مديد شائع بديل أصل بالهمز. إن قيل بالفتح «بَشت» وبالكسر بِشت فهذا اسم رداء ملوك الآشوريين والبابليين ووجوه القوم والأثرياء كما هو اليوم في بلاد الخليج. لماذا اسمه بِشت؟ لأنه يحيط بجسد لابسه كما تحيط البشرة بالجسم. وهذا خلاف المعاني المُستقاة منه لمعرفة بعضها علينا لا نظر العربية بل الإنجليزية بباء أصلية مثلثة تلمع لمعاناً: posh، ومن معانيها: أنيق، رائع، مؤنق، ممتاز، حسن المظهر، فاخر … والتاء آخر بش (بش + ت) للتخصيص وتثليث الأصول الثنائية.
أصل البشاتوة اليمني القديم لا يزال حياً في اسم أكبر محافظات السعودية جنوباً وفيها أكثر من 240 قرية و 58 مستوطنة يُنظر اسمها في معجم قبائل المملكة العربية السعودية: بيشة. هي لا أل تعريف لها لأنها لا تحتاج تعريفاً، عاصمتها مدينة بيشة وهي عامرة هنا رابط لها:
معلومات عن مدينة بيشة.
وهنا رابط:
https://almoheet.net/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8…/
وعدد سكان بيشة نحو 300 ألف فهو عدد قليل في أكبر محافظات السعودية فما السبب؟ ربما واضح. إذا كان اسمها في الآكادية فمن أين جاء الاسم إلا من المهاجرين إلى بلاد الرافدين؟ وهل في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا مكان لم يصل إليه اليمنيون القدماء؟ مثلاً؟ بش أصل ثنائي فريد لا ينازعه في مكانته ولفظة أي ثنائي آخر. إن عرف تأصيل الكلام الأصل يستطيع تحديد معظم الأماكن التي تحمل اسم هذا الثنائي. مثلاً، اسم لغة أفغانستان «بشتو» بباء مثلثة (Pashto)، فانتبهوا لها فهذا مهم. اسم الناطقين بها «بشتون»، وهو بالواو لكننا نعرفها بالألف والنون شغلها تفخيم الاسم كما في «عدنان، رحمان، إنسان، حيوان، زعلان، سعدان،» وليس يُفهم لمَ فخم العرب سعدان إلا أن يكون بعضهم رأى فيه أصلاً مشتركاً. لذا في بشتون تفخيم بش وتكثيرهم وهم يعدون هذه الأيام نحو 49 مليون نسمة، ولهم عاصمة قديمة مشهورة هي بيشاور، أي بش + أر، أي «ارض بيشة) أر = أرض. انظروا صور أبناء وبنات أفغانستان وباكستان. في بعضهن سمات سمر فهذا ربما تأثير الزواج لهنديات أو العكس، لكن كثيرين يشبهون العرب وفيهم وسامة وفي بناتهن أنوثة طبيعية وفي غنائهم كلام الشعر العامي الجميل منها أغنية شهيرة من كلامها: يا رايح بيشاور جب لي معاك أميص أسود وجيب لي تلت زهرات أو أربع زهرات تازة (الكلمة في الأغنية بمعنى طازجة). ما بتدعس قدم (كما العربية) ليلى (كما اسم العربيات) محل إلا انفتحت قلوب الزهر.
هنا رابطها في يوتيوب فاسمعوا الموسيقى العذبة وانظروا الرقص الرشيق الذي فيه الحشمة وهو للدبكة أقرب:
https://www.youtube.com/watch?v=lh6Ltp5Ew9k…
وهذا الكاتب زار أفغانستان وباكستان وأعجب بإباء الأفغان وكانوا ساعدوه على الفرار من كابول يوم تدخل الروس وقتلوا رئيسها حفيظ الله أمين وكان له لقاء معه قبلها بيوم. وهو تجول في الأسواق قبل الغزو ونظر وجوه الناس فلا فارق كبير بينها وبين وجود العرب فانظروها أنتم وسترون إخوة لكم وأخوات بالملايين، وهذا جواب لماذا في بيشة الجزيرة عدد قليل فلا بأس فهناك 50 مليوناً من أجدادهم في بلاد المشرق القريب.
وكان أعظم العرب من بقي منهم ومن ذهب تاجر يتردد في قوافله على اليمن ويعرف فيها قبائل، وربما تذكر بعد انقطاع أو غيره اسم قبيلة، مثل بيشة، يعرفها وتعرفه فسأل الناس عنها. ما البرهان؟ افتحوا لسان العرب على مطلب كنف وفيه: في حديث جرير رضي اللّه عنه: قال له أَين منزلك؟ قال بأَكْنافِ بِيشةَ أَي نواحيها. ما العلاقة بين جرير وبيشة؟ هو منها كما يتضح في مطلب علك: في حديث لجرير بن عبد الله: أَن النبي سأَله عن منزله ببيشَةَ فوصفها جرير فقال: سَهْلٌ ودَكْداك وَسَلَمٌ وأَراك وحَمْضٌ و عَلاك، والعَلاك شجر ينبت بناحية الحجاز. وفي مطلب روف: قال قَيْسُ بن الخَطيم: أُسْدٌ بِبيشةَ أَو بِغافِ رَوافِ. وفي مطلب قرش: قال ابن سيده: وقوله وجاءت من أَباطِحِها قُرَيشٌ كَسَيل أَتِيِّ بِيشةَ حينَ سالا، قال عندي أَنه أَراد قرَيشُ غير مصروف لأَنه عَنى القبيلة.
إذا كانت مواطن بيشة في جنوب العرب تأتيها السيول الكاسحة فالناصرة مكان جيد لأنه مرتفع.
وهنا بيت شعر في بيشة: بيش: بِيْش وبِيشَة موضعان قال الشاعر: سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه وبِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ ووَابِلُه. وهنا آخر: قالوا أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم فَلَبِيْشُ قَلْبُك من هواء سَقِيم فأَراد لَبيشَةُ فَرخَّم في غير النداء اضطراراً.
وهذا لأهل الناصرة الأكارم: تأصيل الكلام يظن أن الناصرة كان فيها نصب من حجر ضخم إما شاخص، أي واقف، أو حجارة ضخمة مراكمة بعضها فوق بعض فتبدو كما الهرم. إن كان فموقعه على رأس جبل قريب منها لا في الوديان. ولا يُغر أحد بكوم حجري مثل هذا فهو ربما بدا طبيعياً وهو ليس كذلك إذ تقادمت عليه ألوف السنين ومحت أطرافه. إن أراد أحد وصفاً قريباً فلينظر الحجارة التي في جبل عرفة أو عرفات. إن وجد شيء مثل هذا أو عرف عنه شيء فربما تمكن تأصيل الكلام من تزمين عصر إعمار الناصرة وهو بألوف السنين.
وليقل نهاية إن بش قرينة، أي أنها مسحوبة من أصل هو عكس الحرفين، أي شب، ومنه الشباب والشبيبة، والأصلان معاً حرجان في الآكادية وسائر لغات أوروبا وفيه أصل صنع السيوف (سف) والسفن (سف) واسبانيا (سب) ومئات من مزيدات الأصلين. مثلاً في العربية شب، شاب، شباب، شبيبة، شبه، أشياه، شبح، شبق. إن نظرت الإنجليزية سيجد الباحث فيها مثلات تشمل الآتي أو معظمها:
chap, chape, chaps, chapel, chapes, chapati, chapeau, chapels, chaplet, chapman, chapmen, chapped, chapter, chapatis, chapatti, chapbook, chapeaus, chapeaux, chaperon, chapiter, chaplain, chaplets, chapping, chapters, chaparral, chapattis, chapbooks, chaperone, chaperons, chapiters, chaplains, chapleted, chaptered, chaparajos, chaparrals, , chaperoned, chaperones, chaplaincy, chaptering, chaperonage, chaperoning, chaplaincies, chip, chips, chippy, chipped, chipper, chippie, chipmuck, chipmunk, chippers, chippier, chippies, chipping, chipboard, chipmucks, chipmunks, chippered, chippiest, chipboards, chippering,
وهنا مادة من مدونة أبو عمار عن عرب البشاتوة